عاممقالات

مصطفى عثمان .. يكتب: الإختيار ….!!!

تغيرت تماما اشكال وأنماط الحروب العسكرية …
وأصبح إحتلال العقل هو المنفذ والطريق الأسهل لإحتلال واغتصاب الأرض …
وأصبحت صناعة مواطن ناسف لوطنه ودينه وقيمه هو السلاح الذى تنتج عنه نتائج مبهرة …
وأصبح الفكر الإرهابى المتطرف وباءً سريع الإنتشار لأن المعدين الذين اخترعوه ماهرين متمكنين
تماما مثل الطباخ الماهر الذي يخترع نكهات عديدة ليكسب وجباته طعما ورائحة مميزة ليصبح مذاقه مستساغا فيقبل عليه ” المواطن ” بنهم ..!!

وبالفعل أصبح الإرهاب سلاحا ساحرا يخترق عقل المواطن فينام تنويما مغناطيسيا وينفذ الأوامر مهما كانت دون أدنى تردد
وأصبحت بلد المنشأ للمسخ البشرى الذى أصبح على صورة
” روبوت ” هى بلده التى يرهب من أجلها …
ولقد واجهت ” مصر ” منفردة هذا الروبوت صاحب الفكر
” الصهيوأمريكى ” ونجحت في بتر أياديه وإجهاض أهدافه وإفساد مخططاته …

قد يتساءل البعض:
لماذا أقول هذا الكلام وما الداعي لقولي هذا رغم أننا اجتزنا هذه المرحلة !!
قد يكون صحيحا أننا اجتزنا لكن الفكر نفسه ما زال قائما …
لكنه هذه المرة ليس” روبوتا ” أو مجرد ” هلفوت ” قبض وقدم مخه وبلده وأهله ثمنا رخيصا من أجل أن يعيش هو …
( منتهى الحقارة والوضاعة )
في هذه الحالة الأمر مختلف والفكرة تعدى خطرها الحد ولن يكون نتيجتها أن تضيع بلد ولا منطقة … بل ستكون سببا في ضياع هوية أمة بأسرها …
كما أرى ” مصر ” أيضاً منفردة وهى تقف نفس الموقف الثابت الذى لن يتزعزع أمام رياحه العاصفة …
وأقصد بذلك فكر ” ترامب ” وخطته الجهنمية من أجل محو وطن ونزع وسلب حق ..
وهو نفس المنبع والفكر الإرهابى المتطرف … !!!
خطورته أنه فكر علنى مطروح لقبوله إما بالجزرة أو بالعصا ليصبح الوجود العربى على المحك …
بين ( سندان ) التملق لترامب ” الرئيس الأمريكى” والمصالح المتشابكة معه ومع بلده على اعتبار أنها أكبر دولة …
وبين ( مطرقة ) فكرة لأول مرة تطرح في مزاد علنى ..
ومعنى قبولها سيكون قبول وضع التبعية الكاملة على الملأ …
عاد الرئيس عبد الفتاح السيسي من أسبانيا لتحط طائرته فى الرياض حيث حضر الإجتماع الخماسى العربى، لبحث الرؤية المصرية التى سارعت لوضعها قبل تفاقم الأمور وجعل الخطة الإرهابية واقعا
والإتفاق العربى على إعادة إعمار غزة دون تهجير شعبها فى زمن محدد وتمويل تم وضعه وفق جداول زمنية محددة ..
وعلى القادة العرب بذل قصارى الجهد لجمع الصف العربى في أخطر معركة للوجود والمصير
وإظهار موقف عربى موحد قوى لا رجعة فيه لدحض الفكرة المتطرفة الإرهابية وإثبات عدم شرعيتها …

الحكاية ليست مجرد بلد اسمها فلسطين سوف تزال من على الخريطة وتُمحى بشعبها للأبد بزعم بناء دولة عالمية ..!؟
لكنها في الحقيقة عبارة عن وثيقة مخزية يتنازل فيها العربى للصهيوأمريكى عن ” أى” أرض أو ” أى” دولة عربية يطمح ويطمع فكرُه المتطرف لإغتصابها لنفسه أو لغيره ويتحول ” وعد بلفور ” المشؤوم إلى حق ” ترامبى ” مقنن … مفروض بالقوة …
فاليوم راق له الموقع الفلسطينى بثرواته ومقدساته …
غداً يتطلع للموقع الخليجى بمقدساته وثرواته …
خطة ” ترامب ” هي بوابة للتآكل النهائي لسلامة وسيادة بل ووجود ما يسمى بالأمة العربية والإسلامية ….

وكأنى استبق الأحداث وأرى برومو لمشهد الدجال وهو يعرض جنته وناره ..
وعلينا الإختيار …

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى